في رحاب ايه

من طرف الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 12:45 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
الإخوة والأخوات الأحباب في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الله تعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } [size=12]الزمر 53
وحول هذه الآية يقول الدكتور طه أبو كريشة الأستاذ بجامعة الأزهر ما يلي :

هذه الآية الكريمة هي خطاب من الله عز وجل لقومٍ شعروا بكثرة ما أتوْا به من الذنوب ، وغلب عليهم الظن بأنّ باب التوبة مُغلق أمامهم ، ومن هنا أصبحوا في حسرة جعلت اليأس يملك عليهم أقطار نفوسهم .
وقد جاء في هذا الخطاب النهْي عن التمادي في اليأس والقنوط من رحمة الله تعالى ، مع إعلان أنّ باب العودة والإنابة إلى الله عز وجل مفتوح أمامهم متى استيقظت فيهم النفس اللوامة ، وخالتطها مشاعر الندم ، وأصبحوا يستشعرون الخزي مما زلّت به القدم .

فالله عز وجل واسع المغفرة ، ورحمته وسعت كل شيئ ، وقد كتبها للذين يتقون ويتوبون التوبة النصوح .

وهذا القول من رب العالمين ليس معناه إرخاء الحبل على الغارب للعصاة الذين يتمادوا فيما هم فيه من معاصي ، وأن يظلّوا مُصِرّين على خطاياهم ، ذلك لأنّ من أصرّ على المعصية خارج عن نيل هذه المنحة الربانية ، وعن هذه الجائزة الإلهية ،

ولذلك رأينا أنّ هذه الآية الكريمة التي معنا والتي تفتح الباب للمتطلعين إلى قبول توبتهم ، جاءت متبوعة ببيان المنهج الذي يُوَصّل الإلتزام به إلى استحقاق رحمة الله عز وجل ، ومحو الخطايا والذنوب ، وتبديل السيئات إلى حسنات .

وهذا المنهج هو الذي جاء في قوله تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلمو له من قبل أن يأتيكم العذاببغتة وأنتم لا تشعرون } الزمر 54 ، 55
إنه منهج يرسم طريق العودة إلى الله تعالى واستحقاق رحمته ، إنه طريق الإنابة والإقبال على الله عز وجل ، وتغيير مسار حياة هؤلاء المسرفين من النقيض إلى النقيض ، حيث يكون الإنتقال الفاصل من حياة الشر إلى حياة الخير ، ومن حياة الإنحراف إلى حياة الإستقامة ، ومن هنا تنزل رحمات الله تعالى بالمغفرة .

والله المُــوّفق

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

[size=21]اللهم ارزقنا محــبتك ، وأنعــــم علـــينا بالنظــر إلــى وجهــــك الكريــم ، فــي جنـــات النعــــيم ، وصحــبة النبــي الهــادي الأمــين
وآخـــــردعــــــــوانا أن الحـــمد لله رب العـــالمين
تقبل الله منا ومنـــكم صــالح الأعـــــمال
أخوكــــــم فــي الله
ســـيد الجــندار[/size]

[/size]