دموع قلب يوم العيد

من طرف الثلاثاء سبتمبر 14, 2010 3:16 pm

أخى الحبيب - أختى الكريمة :

هذه رسالة وصلتنى عبر الأيميل أحببت أن أنقلها لكم دون أى تدخل منى بأى تغيير :

تقول صاحبة الرسالة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مدخل ~

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].

صدقاً لم أعد أشعر بفرحة قدوم العيد ولكنني اتصنع الفرح من أجل أولادي
فلقد بات يخيم على قلبي الحزن لرحيل شهر رمضان السريع الذي يزداد سرعته عاماً تلو العام
وكأنه لم يعد يحتمل البقاء بيننا على ما نحن فيه من حال مزري ...

بالأمس كان أول أيام عيد الفطر
كان لزاماً علينا ان نذهب لزيارة أمي الثانية ( أم زوجي ) حفظها ربي وشفاها ورزقها خاتمة السعادة اللهم آمين، وللوصول إلى بيتها لابد لنا من المرور من وسط القاهرة التي تبعد عن مدينتنا قليلاً
ورأيت العجب العجاب في طريقنا .. فمنذ طفولتي وأنا لي هواية النظر من شباك المواصلة التي أنا بها
أقرأ لافتات المحلات ... أرقب البشر بملامحهم وردود أفعالهم ، أقارن التغيرات التي طرأت على الناس والدنيا ... ولكنني هذه المرة لم أكن أعلم أين أنظر تحديداً؟..
إعلانات ضخمة تملأ الشوارع عن مسلسلات رمضان وإعلانات أخرى ومختلفة متنوعة القاسم المشترك فيها هو النساء الآتي يرتدين ما أستحي أنا أن أنظر إليه ؟!

في الشوارع فتيات وشباب أعتقد أنه اختلط عليهم الأمر وظنوا أنفسهم أنهم تزوجوا بالفعل
فلم يعد الأمر مجرد أن تمشي هذه مع هذا بل صار الأمر عناق في ضوح النهار على الكورنيش..

أديروجهي للجهة الأخرى فأرى مجموعة شباب في عمر الزهور والله لا أعلم هل يرتدين ملابس أخواتهم البنات بالخطأ ؟؟ الباديهات الستريتش بألوان فاقعة والمطرزة وسراويل ساقطة عليها أحزمة غريبة عجيبة تلتصق بسيقانهم... وفي فم كل منهم سيجارة ويصفوفون شعورهم بطريقة غريبة مستهجنة يظنون أنهم يسايرون الموضة بتقليدهم أعداء دين الله من اليهود والنصارى

كورنيش النيل مزدحم ظننت - بسذاجة - في البداية أنها مظاهرة للتنديد بأسر أختنا كاميليا ولكنني فُجعت بأنهم شباب (فتيات وفتيان ) في هرج ومرج ومزاح محرم ينتظرون دورهم للنزول في القوارب والعبارات في النيل

والشرطة تقف للحراسة حتى يتدخلوا في حالات أي تحرش !!!
بدأت الدماء تغلي في رأسي والدموع تخنقني وغصة في حلقي ...
بدأت أغمض عيوني وأحدق في الاشيء فهو فقط ما لايؤذي عيني ....

سؤال مرير~

سؤال أوجهه لكل رجل وكل أب وكل زوج وكل أخ وكل إبن من أؤلائك ؟!!

بل هي صرخة مدوية لعله يستفيق !!

لماذا تخليت عن دورك الذي أولاك الله إياه ؟ لماذا ضيعت رعيتك ؟
كيف قبلت على نفسك أن تخرج زوجتك وإبنتك بهذه الملابس الفاضحة التي تستحي منها أي أخت ملتزمة بشرع الله وحجابها المنصوص عليه في الكتاب والسنة أن ترتديها في بيتها ويراها غير زوجها في حجرتهم الخاصة
والله تستحي أن يراها أولادها وحتى البنات منهم !!!

كيف ؟ كيف يقبل رجل أن يمشي مع زوجته المتأبطة زراعه وهي ترتدي ملابس تفصل جميع جسدها متفاخر بها ويتركها للعيون الجائعة تنهشها ؟؟؟
لن أقول أين الدين ؟ ولكن أصرخ بل أين ذهبت الغيرة ؟ أين ذهبت الرجولة ؟؟؟
فمابالكم بالدين ... اقسم لكم بالله أنني صفنت وذهلت مما رأيت
بنات ونساء يرتدين كل يوم ما هو أسوأ مما قبله ...
أنا لا أخرج من بيتي إلا لضرورة فلهذا أرى طفرات واضحة جلية مخيفة
والأمريختلف عن الذي يخرج يومياً فلا يلحظ التغير التدريجي للمجتمع

وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل طال المحجبات والمختمرات بل المنتقبات ( ولا أعمم )
ولكنني رأيت نقاب وعباءات أشبه بملابس الأفراح من زينة وبهرجة وتطريز يضوي في عز النهار
كدت أبكي صارخة يا أختاه حتى أنتِ؟؟ يا حسرتاه يا حسرتاه !!

في طريق العودة ثاني يوم للعيد مررنا بشوارع منتصف المدينة وبالطبع جمهور عريض غفير من الشباب والفتيات
يتجمهر أمام دور السينما عصراً وهنا لم أستطع إكمال تدوين ما أرى في ذاكرتي فأغمضت عيوني وأنا أشعر أنني بدأت أفقد توازني ... وعند صعودي للميكروباص لم أر سقف الباب تلقيت خبطة قاسية أفقدتني بعض ما تبقي من توازني وقفت بعدها في مكاني لا استطيع الصعود إلا بمساعدة زوجي
وانخرطت في بكاء مرير
ظن أولادي أنني أبكي من الألم اثر اصابتي لكنني في الحقيقة كنت أبكي بدموع قلبي أمة الإسلام !

أبكي تساؤلات في عيون إبنتي إبنة 16 التي ترتدي الحجاب الشرعي الساتر لوجهها !

أبكي تساؤلات على لسان إبنتي الصغرى وهي ترى شباب في سن أختها يتسكعون في شوارع القاهرة ومنتقبات يرتدين حجاب يسيء للنقاب شكلاً وموضوعاً
أبلع إجابات لا أعرف كيف أفسرها عن سؤال لماذا يا أمي هؤلاء يقفون بكل هذا العدد وكيف سمحوا لهم أهلهم بالخروج بهذه الملابس ؟؟

لماذا يا أمي يضع هذا الولد زراعه على خصر هذه البنت ؟! كنت أرقب بناتي من طرف عيني وهن يشاهدن هذه المناظر المؤذية الهدامة لكل ما أبنيه داخل مملكتنا الصغيرة
لماذا ولماذا ولماذا ... ذهول مرسوم في عيون براعمي الصغيرة
وشعور بأنني أقف بهم على شاطىء محيط من الفتن التي تشبه الطوفان ...رحماك يارب
ظللت أبكي ... أبكي وأردد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين حتى هدأت
ولكن قلبي منفطر
وسؤال مدوي في أعماقي
كيف نريد أن ينصرنا الله وهذا حال شارعنا ومجتمعنا ؟ كيف نرفع أكف الضراعة لله و المعاصي صارت جهاراً نهاراً ... هل هذه أمة تستحق النصربهذا الشباب الفاقد للقدوة وللراعي الذي يحمل هم الدين ؟
كيف أقنع إبني الشاب الجامعي أن هذا مدمر لكل القيم الإسلامية والغالبية العظمى من الشباب المحيطين به على هذه الشاكلة .؟ كيف أحميه من الانجراف والتأثر مما يرى ويقرع أذنه يوماً بعد يوم ؟
صدقوني لم يعد البيت كافي ابداً .. فما نبنيه في البيت يُهدم عند أول خطوة خارج المنزل .. في المواصلات .. في الشوارع .. في المدارس والجامعات ...
نحن في مصيبة أخلاقية ودينية لا يعلم مداها إلا الله ...
هناك خلل إجتماعي مريع لابد من تداركه قبل أن ينهار كل شيء
وهل من أمل في تغيير الحال ؟
غربة تبتلعني ... وكلمات تتردد في داخلي
طوبى للغرباء
طوبى للغرباء
طوبى للغرباء

أين أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟؟؟؟

مخرج ~

ترى لو بعث الله لنا بالفاروق عمر ماذا سيكون فعله فينا
أين أنت ياعمر وأنت ممسكاً بدرتك تؤدب بها كل فاسق مارق
رحمك الله يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضوان الله عليك يا من حكمت فعدلت فأمنت